أفكار بصوت مرتفعزينب كاظم


أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم 
سنتحدث في هذا المقال عن شخصية عظيمة تأريخيا ودينيا واجتماعيا الا وهي جبل الصبر زينب عليها السلام ،ولدت السيدة زينب عليها السلام في المدينة وهي ثالث اولاد الامام علي عليه السلام والسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام واكبر بناتهم ويقال ان اسمها مركب مكون من زين واب وكذلك يقال ان معنى اسمها هو وردة طيبة الرائحة حسنة المنظر وهي من النباتات الحولية ، ان تلك الانسانة التي قليل عليها لقب جبل الصبر فهي رمز الايثار والعطاءوالتضحية والاخاء والشرف والاباءوالكرامة والامومة بل هي رمز التطور والحداثة فكثير من نساء هذا الزمن يتبجحن ويدعين الحداثة والتطور واول علامات التحرر هي التعري بالنسبة لهن  للاسف وهن بلا كلمة ولا موقف لكن موقف السيدة زينب بكل شموخ وحشمة وخطبتها الشهيرة بعد واقعة الطف بصوت جهوري وواضح بلا خنوع او خضوع او غنج او علو 
دليل قوتها ودليل رباطة جأشها وعفتها  وغنى لغتها وثقافتها الفطرية .
وكثيرا ما نسمع امورا مؤلمة وهي ان دلت على شئ فهي تدل على ان القائل او الناقد حاقدا ويصطاد بالماء العكر فمثلا دوما نسمع انه لماذا الحسين عليه السلام اصطحب الاطفال والنساء للمعركة وهم لا يعلمون ان كل شئ قام به ال البيت عليهم السلام هو وفق تعليمات الهية وهم  يطبقونها والحسين عليه السلام اخذ السيدة زينب عليها السلام وباقي النساء والاطفال لأن وجودها يربط من جأش اخوتها ولأنها عظيمة عند الله ويجب ان يكون لها موقفا مشرفا في واقعة الطف الاليمة ،كذلك من الجدير بالذكر انه دوما يقال ويتكرر مع شديد الاسف في وقتنا الحالي من المتصيدين بالماء العكر انه الشيعة ليسوا اهلا لحكم دولة وكل ما يعرفونه اللطم   وهذا الشئ غير صحيح بكل تأكيد لأن الامام علي عليه السلام خير خليفة ورئيس دولة فهو ذو زهد وعطاء قل نظيره وبالرغم من انه خليفة الا ان طعامه البسيط ولباسه الرث اعطى درسا في السياسة والحكم والديمقراطية فاق الوصف اذ ان الجميع يعلم انه ابو الايتام والفقراء والمساكين وكان يوزع الاموال بيده الشريفة على المحتاجين وكان معتادا على حياة الكفاف والقناعة وفي زمانه خرج مجموعة كبيرة من الناس عن طاعته لدرجة انهم كانوا يصعدون المنابر ويسبونه كل يوم على مرأى ومسمع الجميع وكان مترفعا لا يرد والكل ينصحه ان يعاقبهم لأن القران اكد على طاعة ولي الامر قال تعالى (واطيعوا الله ورسوله واولي الامر منكم ) لكنه ايضا كان لا يعاقب من اساوؤا له بلا اسباب .
كذلك هو عليه السلام كان مثالا للتسامح  فأوصى حتى بقاتله لعنة الله عليه عبد الرحمن بن ملجم بعدم التمثيل بجسده رغم انه نحن في زمن الديمقراطية والحداثة في وقتنا الحالي لكن هناك قوانين صارمة ضد من يحاول اغتيال رئيس الدولة وعقوبته السجن المؤبد او الاعدام وهذا ما درسناه في كليات الاعلام والعلوم السياسية فأين نحن من كل هذا السخاء الذي قل نظيره لذلك العيب ليس بمن يكون في الحكم في الوقت الحالي  لكن بقلة وعي من اختارهم فأغلب من يختارهم الناس في السلطة ليسوا اهلا لها لأنهم يختارون  الحاكم بناء على المحسوبيات وعلى عطاء الحاكم الفتات والتصدق على قليلي الوعي من الفقراء اذ ان الاختيار لا يكون لمن اهلا للسلطة بناء على الاستحقاق فالناس توصل من يدعي انه مثلا دخل دورات خارج دولته في قيادة دفة الحكم لكنهم في الحقيقة قليلي النزاهة ويتقافزون على الالفاظ والحروف عندما يطلب منهم التحدث لكن افعالهم مشينة والفساد يسري مع الدم عندهم والناس لا تختار الاكفاء والوطنيون الذي يعشقوا تراب اوطانهم والذين يسيرون على خطى ابا الحسنين علي عليه السلام اذا العيب ليس بمن يعتلي السلطة بل بمن يختارهم.
والسيدة زينب عليها السلام هي ابنة هذا الانسان المعطاء الغني اخلاقا ودينا تلك الانسانة الصبورة التي طل عليها وجه صبح حزين وهي ترى اخوتها كلهم مستشهدين واكثر من سبعين شخص من اهلها وعشيرتها وهي مع الاطفال العطاشى والجياع تعاني واخذوها اسيرة في البداية للمدينة وهي والامام السجاد عليه السلام و اخذوا يتحدثون للناس عن واقعة الطف وعن الدين وعن كل شئ والقت السيدة زينب عليها السلام خطبتها الشهيرة فأخذ الناس يتعاطفون وعدد كبير منهم تبعهم  لذلك خاف يزيد لعنة الله عليه منهم واسرهم الى الشام كذلك ورد في خطبتها انها دعت على من اذاها من الناس الذين تبعوا يزيد وهذا احيانا دوما ما نقرأه ونراه من الحاقدين عندما يقولون ان السيدة زينب عليها السلام دعت على بعض الناس من العراق او كربلاء تحديدا وغيرهم وانها كانت غاضبة منهم في الخطبة لكن هذا الشئ لا يدين الجميع فكل مكان فيه الصالح والطالح والسيدة زينب عليها السلام لم تقصد الجميع .
بل بالعكس هناك من الناس من ساعد الاطفال واطعمهم خفية وكذلك خلال الاسر مرت بمدينة الانبار ولقت ترحيب شديد وكرم وعطاء لها وللاطفال ودعت لهم وقالت (اللهم زد رجالهم مالا ونساءهم جمالا).
كذلك من الاشياء الاليمة التي نراها وهي تدل نظرة سطحية للأمور قلة عمق هي النظرة للأئمة الاثني وعدم وجود وعي كافي ومعلومات وافية حولهم ذلك لأن التأريخ لم ينصفهم لأن كل الكتب بعد غزوة هولاكو للعراق  رميت في دجلة لدرجة ان نهر دجلة صار لونه ازرقا حسب قول المؤرخين  ومن ضمن هذه تلك الكتب الكتب الخاصة بأل البيت التي تتضمن معلومات واسعة عن اعمالهم واقوالهم وخطبهم لأن الأمام الصادق كان مدرسة وموسوعة فكرية متنقلة كذلك باقي الأئمة الاثني عشر .
لكن لحسن الحظ ان كل هذه الكتب موجودة في الأزهر الشريف وكل رجال الدين الشرفاء والحياديين محتفظين فيها وقصة الأئمة الاثني عشر عموما هي ان الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان دائما يسمع كلام من كفار قريش ويسيؤؤن له ويتساؤلون  كيف هو نبي ولم يعيش له ولدا فكان الرسول يستاء في قرارة نفسه لذلك نزلت الاية الكريمة (قال تعالى انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر )والكوثر هو الخير الكثير وكل الروايات المتفق عليها هي ان الخير الكثير هي فاطمة الزهراء عليها السلام لذلك جبر الله قلبه بها واكراما لها ولأبيها عليهم السلام جعل الله الأئمة الاثني عشر من نسلها الطاهر و كل واحد فيهم له دور في عصره كلما ضعف الاسلام قووه وبنوه .

ذكرنا هذه المعلومات لأن هذا المقال مخصص عن ذكرى استشهاد السيدة زينب عليها السلام في السادس عشر من رجب ، وليعرف الجميع من هي زينب عليها السلام ومن اي نسب واي موقف واي بطولة واي شجاعة قامت بها تلك الانسانة الرائعة 
في مثل هذه الايام استشهدت السيدة زينب عليها السلام من شدة الضرب والسياط عليها والطريق الطويل الذي سارت فيه مع السبايا من كربلاء حتى الشام لدرجة ان المرأة التي ارادت ان تغسلها بكت دما عندما رأت جسدها الشريف كله رضوض وخدوش وكسور فماذا تستحق منا السيدة زينب عليها السلام بعد كل هذا الصبر من اجل ديننا الحنيف 
احيانا نرى دول تقف دقائق حداد على من قام بموقف بطولي واحد وهو من الناس العاديين  ولربما هو بلا دين لكنه يظل انسان فبماذا اليوم نجازي السيدة زينب عليها السلام نجازيها بالسير على خطاها وكذلك ذكرها بالدمعة الصادقة وكل من يقول ان المذهب الشيعي مذهب اللطم فهذا فخر يقول الامام الصادق عليه السلام(كل الجزع حرام الا الجزع على الحسين ) والجزع هو البكاء واللطم المعتدل دون ادماء الجسد وهذا ليس جهلا وان كان هناك اناس جهلة من المذهب الشيعي فالجهل موجود في كل مكان في العالم وواجب الناس الواعية التوعية والارشاد وليس تسليط الضوء على السلبيات بهدف الاساءة  وهذه عقيدة واحترام العقيدة واجب على كل انسان وخاصة المسلم .
عظم الله اجر العالم اجمع باستشهاد زينب الحوراء ام المصائب وكعبة الاحرار ، ومهما قلنا ومهما كتبنا لا نوفيها حقها .
أحدث أقدم

إعلان أدسنس أول الموضوع

إعلان أدسنس أخر الموضوع