حكاية حسين سري باشا كتبت د. نسمة سيف

حكاية حسين سري باشا 
كتبت د. نسمة سيف 
ولد فى عام 1894 ، بقرية كفر غنام مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية ، وتلقى تعليمه بكُتاب القرية ثم مدرسة الجمالية الابتدائية ، ثم الخديوية الثانوية ، والتحق بمدرسة الحقوق وتخرج منها عام 1909 ، وسافر إلى فرنسا ليكمل تعليمه  ليحصل على دبلوم الهندسة من مدرسة السنترال بباريس ، وتخصص فى شئون الرى ، واستكمل دراسته ليحصل على درجة الدكتوراه فى الاقتصاد السياسى عن موضوع "الدين المصرى العام"  فى عام 1912 
   وعندما عاد إلى مصر عمل بالمحاماه  ثم  بالصحافة فى جريدة "الجريدة" مع  الاستاذ أحمد لطفى السيد ، بالإضافة تدريسه للقانون بالجامعة المصرية  ، وفى عام 1922 رأس تحرير جريدة "السياسة" التى صدرت لتكون لسان حزب الأحرار الدستوريين ، وأصبح عضوًا فى مجلس إدارة الحزب ، وفى عام 1923 تم انتدابه ضمن البعثه  التى تم تكليفها لرصد أعالى النيل والبحيرات  الكبرى ونيل فيكتوريا ونهر سميلكى .
   وفى أول يونيو عام 1927 تقلد منصب مدير منصب مدير عام مصلحة المساحة ، وقام بتنظيم أعمالها بهدف إدخال النظام اللامركزى فيها ، لسرعة إنجاز الأعمال المصلحية ، وكان من أهم انجازاته تم إصدار أطلس القطر المصرى بالألوان من31 خريطة ، وتم تعينه وزيرًا للأشغال العمومية  بوزارة محمد محمود باشا عام 1937، وفى ديسمبر من عام 1938 تم انتدابه للقيام بأعمال وزرة الزراعة ، وتم تنفيذ نسبة كبيرة من أعمال قناطر محمد على الجديدة فى عهده ،  وكذلك أصدر فى عام 1938 كتاب "الرى" وأرفق به مذكرة عن السياسة المائية  فى مصر .
 كما  شكل الوزارة عدة مرات أولها عام 1941   فى ظل  بداية الأزمة الحادة فى السلع التموينية ، وقد سادت حالة من الكساد والركود ادت الى نقص السلع وبالذات المواد الغذائية ، وقد شح الخبز الغذاء الاساسى للشعب ، واستعاض عنه الموسرون بالبطاطس والمكرونة وغيرها ، وصار الناس فى احياء القاهرة يهجمون على المخابز فى محاولة للحصول على الخبز ووصل الامر الى الدرجة التى كانوا يتخطفونه من حاملية فى الشوارع والطرقات .
وفى محاولة للحد من هذه الازمة التى اوشكت ان تصل الى حافة المجاعة بالنسبة على الاقل لحوالى 99% من ابناء الشعب الكادح ، قرر المجلس استيراد 75 الف طن قمح و 200 الف طن ذرة والاستيلاء على جميع الموجود من الاذرة الشامية لتوزيعها على المديريات التى تشتد فيها المجاعة ، وحظر التصرف او حيازة الحبوب او الدقيق الا عن طريق ادارات التموين .
   ولضمان وصول هذه السلع للمستحقين فعلا وافق المجلس على اقتراح لوزير الاشغال بتوزيع حصص من القمح والدقيق والاذرة على المصالح التى بها تجمعات عمالية لبيعها للعاملين بأسعار مناسبة ، وكان منظرا مألوفا خروج العاملين من مقار عملهم حاملين شكائر الدقيق او القمح او الذرة .
  ووافق المجلس على اعتماد 500 الف جنية لتشجيع الزراع على الاقبال على زراعة القمح الشعير والفول ، وحددت نسبة زراعة القطن بحيث لاتزيد على 25% من الحيازة وتنظيم حملة اعلامية تشرح للمزارعين ان مستقبل زراعة القطن مظلم جدا وخير لهم التوسع فى زراعة الحبوب وان يرسل خطاب دورى للمديرين والمحافظين بتطبيق هذه السياسة .
   كما وافق المجلس على اعتماد مليون جنية لمنح اعانة غلاء معيشة للعمال والمستخدمين وصغار الموظفين وارباب المعاشات .
      وناقش المجلس ماعرضته حكومة بريطانيا على حكومة مصر بالمساهمة فى انقاذ الاطفال فى بلاد اليونان من خطر المجاعة هناك وذلك عن طريق السماح بأيواء عدد منهم ليعيشوا فى كنف مواطنيهم الاغنياء فى مصر الى ان تنتهى الحرب ، او التصريح لهم بالمرور فى الاراضى المصرية لينقلوا الى بلاد اخرى .. فوافق المجلس على التصريح لهم بالمرور بشرط الا يزيد عدد من يتواجد منهم فى مصر فى اى وقت على 3 الاف طفل 
  ولكن كل هذه الإجراءات  لم يتم تنفيذها على أرض الواقع مما أدى إلى الاحتقان السياسى والاجتماعى فى مصر واستقالة الوزارة فى مطلع عام  1942 .
   وعاد لتولى الوزارة من جديد فى الفتر من 25 يوليه 1949 إلى 3 نوفمبر 1949 ، وكان أهم ملامحها انتهاء أجل المحاكم المختلطة فى 15 أكتوبر 1949 ، وتمت الموافقة على إنشاء جامعة محمد على بأسيوط ، وخلال وزارته الرابعة من 3 نوفمبر 1949  حتى 12 يناير 1950 نجح فى إدارة البلاد أثناء الانتخابات العامة التى فاز فيها الوفد فوزًا كبيرًا فى مختلف الدوائر  .
   وتولى رئاسة الحكومة للمرة الأخيرة من 2 إلى 22 يوليه 1952 وكان أهم ماشهدته الحكومة حل مجلس إدارة نادى ضباط الجيش برئاسة اللواء محمد نجيب بسبب تدخل الملك فاستقال اللواء محمد نجيب وحاول سرى باشا التدخل واقترح تعيين اللواء نجيب وزيرًا للحربية ولكن الملك رفض  فتقدم سرى باستقالته من الوزارة فى اليوم السابق لثورة 23 يوليه 1952 .
  وتوفى حسين سرى باشا عام 1954 .

أحدث أقدم

إعلان أدسنس أول الموضوع

إعلان أدسنس أخر الموضوع