التنمية الاسريه محمود سعيد برغش


تُعد الأسرة الوَحدة الاجتماعية  والاسرية  هي الأولى التي ينشأ فيها الطفل  وتكون هي المجتمع الاولي وحيث يحتك بها احتكاكا يوميا، فهي، من بين  الطرق الاجتماعية الأخرى، تعتبر هي  الأولى والأساسية المسؤولة عن إعداد الطفل وتهييئه للحياة الاجتماعية، ليكون عنصرا فَعّالا وصالحا في المجتمع.  و أن لها دورا كبيرا في حياة الطفل خاصة في أوائل   من عمره، باعتبارها عالم الطفل الكلي.

فيتعايش الطفل مع نفسه وأسرته ومجتمعه عضوا فعالا في بناء علاقات أسرية مثينة وتماسك بين أعضائها (الأم والأب والإخوة خصوصا) ومراعاة الاستقلالية والتكامل في شخصيته (فكريا، نفسيا، عاطفيا…).

ونرجع الي دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية
فيمكن اختصار هذا الدور في التنشئة والإرشاد و التهذيب:

اولا عامل  التنشئة
و تتم التنشئة الاجتماعية من خلال إشباع حاجات الطفل العُضوية الأولية. فالأم، عند عملها على إشباع حاجات طفلها، تكون بصدد وضع اللبنة الأولى للتنشئة الاجتماعية، قبل أن تأتي بعد ذلك باقي المؤسسات المختلفة المتدخلة في هذه العملية.

والطفل لكي يتفاعل  في مجتمعه ويقوم بدروه المستقبلي، لا يكفيه إشباع مطالب الجسم المادية التي تكفل له البقاء و باعتبار أن المحافظة على البقاء أكثر الاحتياجات  وُضوحا لدى الإنسان عاما والطفل خاصا - بل هو بحاجة لأن تتفتح مواهبه و تُنمى قدراته واستعداداته وميوله…ومنه، تتلتزم  لأسرة، بعدم صنع  حالات الإحباط  للطفل وايضا حل  المشاكل  والتوعية  السلوكية، تفهم ومراعاة مختلف حاجات الطفل، ومن  أهمها:

– حاجات النمو الجسمي: الطعام، الشراب،  التخلص من الفضلات، النوم، الراحة، اللعب، الحركة… وتنمية مواهبة اذا كان يميل للرياضه وتشجيعه وزرع الحماس 

– حاجات النمو العقلي: تنمية المهارات العقلية، المهارات اللغوية، الاكتشاف، البحث، الاستطلاع… واذا كان له مهارات عقلية  فالابد العمل علي تنميتها 

– حاجات النمو التفاعلي الاجتماعي:  زرع الشعور بالانتماء، الحنان، الأمان، الحب، احترام الذات، المشاركة، الفهم، الحرية…وعدم السخرية من أراءه حتي لو كانت خطا 

كما يدخل في إطار هذه التنشئة الحرص على زرع  القيم السياسية والوطنية في نفوس الأطفال، عبر تحسيسهم برموز بلدهم  (العلم الوطني، النشيد الوطني، رجال الشرطة، الجنود…).

فالأسرة، باعتبارها المؤسسة الرئيسية في نقل االعادات الاجتماعيه، يتعدى دورها توفير الحاجات مادية إلى بناء الشخصية وبناء الانتماء، عبر:

– تحبيب المناسبات الوطنية للطفل: المشاركة، التفاعل…

– توعيته بالرموز السياسية لبلده: العلم الوطني، النشيد الوطني…

– ربط الطفل بوطنه ومعرفة تاريخ وطنه وزرع الحب لوطنه والدفاع عن الوطن  والعمل التعاوني  من اجل التقدم والاستقرار  وايضا تفهمه بالعمل علي ايجاد الموارد الاساسية وعدم الاعتماد علي الاستيراد وتعليمه بان المصانع القوميه للدوله افضل من استيراد احتياجاتنا   وانفتاحه على المواطنة الكونية أيضا.

– تعزيز الثقافة الوطنية: الوعي بتاريخ الوطن ونقل المفاهيم الوطنية…

 الإرشاد والتهذيب
يُعتبر الإرشاد والتهذيب أحد أهم المسؤوليات المُلقاة على عاتق الوالدين؛ وللتهذيب طرق مختلفة تجعل الطفل يتعلم التحكم في ذاته، لينسجم مع مجتمعه، ومنها:

– الشدة والحزم: وهي تهديد الطفل باللجوء إلى  العقاب البدني، وهي طريقة غير موصى بها، لأنها تجعل أفعال الطفل مقترنة بالخوف، وليست نتيجة رغبة واقتناع.

– التهديد بعدم الحب: غالبا ما يؤدي اتباع هذه الطريقة إلى مشاكل نفسية عند الطفل.

– المناقشة: بالاعتماد على الشرح وتوضيح الأسباب والمبررات.

والجدول التالي يوضح طرق التهذيب والإرشاد للأطفال حسب المرحلة العمرية للطفل.

التنشئة الاجتماعية

2- أنماط واتجاهات الوالدين
تختلف أنماط واتجاهات الوالدين في تربية وتنشئة أطفالهم من أسرة إلى  أخرى، ومن بيئة إلى أخرى… لكنها على العموم أنماط تُحصر في 3 أنواع، وهي:

أ- النمط الديكاتوري
يسعى الآباء والأمهات في هذا النمط إلى الحصول على الطاعة العمياء للأبناء، دون أدنى مناقشة، باعتقادهم أن الطاعة هي أهم سلوك يجب أن يتعلمه أطفالهم. وغالبا ما يستعمل هذا النوع الأسر طريقة العقاب الجسدي، وهي طريقة لن تكون نتيجتها سوى الخوف والتمرد، عكس ما هو متوقع من اعتماد هذا النمط.

ب- النمط المتساهل
أو الفوضوي، حيث تسود الفوضى والعشوائية، لا إرشادات، لا توجيهات… يعتقد من يتبع هذا النمط أن على الأطفال معرفة الخطأ من الصواب واتخاذ قراراتهم بأنفسهم دون أدنى توجيه من الأسرة، يعتقدون كذلك أن الأطفال سيشعرون بالانزعاج عند نصحهم وتقديم التوجيه والإرشاد لهم؛ في حين أنهم يشعرون بالضياع بدون تدخل الأسرة، ناهيك عن الاضطرابات التي قد تحدث لهم لاحقا لانهم لم يعتادوا التوجيه والانضباط.

ج- النمط الديمقراطي
هو الحل الوسط بين النمطين السابقين: نُظم وقوانين، لكن أيضا مساحة من الحرية، ويبقى العمود الفقري لهذا النمط هو الحوار والمناقشة، فمن المستحسن، بل ومن الضروري أن نشرح للأطفال أهمية القوانين والقواعد وسبب اعتمادها، بل وإشراكهم في وضعها وتنفيذها (الاعتماد على النفس وضبط الذات).

3- مسؤولية الأسرة في تنشئة الطفل الاجتماعية
مما لاشك فيه أن التنشئة الاجتماعية عملية معقدة وطويلة وبطيئة، تسعى من خلالها الأسر في مرحلة أولى وبشكل أساسي إلى إشباع حاجات الطفل الغريزية، لتسعى بعد ذلك إلى تحويله من كائن بيولوجي إلى شخص اجتماعي مندمج مع محيطه الاجتماعي.

فالتربية، كما يقول إميل دوركايم، جُهد متواصل يكتسب الطفل من خلالها ألوانا من الفكر والعاطفة والسلوك التي لا يمكنه الوصول إليها لو تُرك لوحده، ومنه، فالأسرة ترغمه في حداثة سنه على اكتساب مهارات وعادات الطعام والشراب والنظام والطاعة والنظافة والنوم وضبط المثانة والأمعاء ومراعاة حقوق الغير، واحترام التقاليد والعادات…

و التنشئة الاجتماعية ليست عشوائية عفوية، إنما هي تربية مقصودة ومعيارية، تساعد الفرد على فهم ثقافة مجتمعه وتقبلها والانخراط فيها، لضمان استمرارية التركيب الاجتماعي. وللأسرة دور هام في هذه العملية التربوية الاجتماعية، حيث تتمثل الوظيفة التربوية للأسرة في ناحيتين أساسيتين، هما:

– كونها الإطار الثقافي والأداة الرئيسية لنقل الثقافة إلى الطفل.

– وسيلة لاختيار ما هو أساسي وهام من البيئة الثقافية، ثم بتفسيره وتقويمه وإصدار الأحكام عليه؛ و بمعنى آخر، فأن الطفل ينظر إلى ثقافة مجتمعه من وجهة نظر أسرته.

و في علاقة دائما بالأسرة، وجبت الإشارة أنّ للأساليب الحوارية  دور فعال وأساسي في تنشئة الطفل، وبناء شخصيته الفريدة،

إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان أدسنس أول الموضوع

إعلان أدسنس أخر الموضوع