"توترات متصاعدة في جنين ونابلس"يارا المصري .



"توترات متصاعدة في جنين ونابلس"
يارا المصري 
 ينتاب تجار جنين ونابلس قلق شديد  في ضوء الأحداث الأخيرة في المنطقة من أن أعمالهم التجارية سوف تتقوض، حيث تضرر الاقتصاد المحلي بشدة في الأشهر الأخيرة ، وهناك مخاوف من أن يؤدي التصعيد في المنطقة إلى تفاقم وضع الأعمال.
 
وعامة فإن الخوف ليس من التصعيد فقط، بل التوتر المتزايد بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يرتبط ليس فقط في ارتفاع عدد العمليات وأحداث إطلاق النار في الضفة الغربية، بل أيضا في الرسائل المتبادلة بين الطرفين. في الأيام الأخيرة وجه رئيس الأركان افيف كوخافي ورئيس الشاباك رونين بار انتقادا علنيا لأداء الاجهزة الامنية الفلسطينية على الارض.
 
في الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نهاية شهر أيلول من السنة الماضية ألقى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، خطابا متشددا حذر فيه من قطع العلاقات مع إسرائيل.
 
عباس سيلقي خطاب في الجمعية العمومية في هذه السنة ايضا في 23 أيلول، وفي المستوى السياسي والأمني هناك وتوتر معين استعدادا للأقوال التي سيقولها. عباس استخدم أكثر من مرة منصة الجمعية العمومية لمهاجمة إسرائيل واحيانا تتم ترجمة أقواله إلى أفعال في المناطق. هذا ما حدث في أيلول 2015 عندما اندلعت على الفور بعد القاء خطاب هجومي موجة عمليات إطلاق نار وطعن ودهس في الضفة وداخل حدود الخط الأخضر. وهذه الموجة تلاشت بعد نحو نصف سنة.
 
التصعيد في الضفة الغربية أثار القلق في الولايات المتحدة ومصر وقطر والإمارات، وكل هذه الدول تشارك الآن في جهود التهدئة. في الأسبوع الماضي زارت إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية بربارة ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط. في اللقاءات معها عرض رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، من بينهم رئيس الشاباك بار، معطيات عن الارتفاع الحاد في العمليات منذ آذار الماضي.
في رام الله التقت مع حسين الشيخ، من كبار شخصيات السلطة، ومع ماجد فرج رئيس المخابرات العامة. عباس المحبط مما يراه كانعدام استعداد من قبل الإدارة الأميركية للتدخل من أجل الدفع قدما بالعملية السياسية، امتنع عن الالتقاء مع ليف وفضل ارسال رجاله اليها.
 
في إسرائيل لاحظوا تدخلا متزايدا لنشطاء الأجهزة في معارك تبادل إطلاق النار مع قوات الجيش الإسرائيلي، في الوقت الذي تدخل فيه هذه القوات من أجل إجراء اعتقالات في جنين ونابلس وفي مخيمات اللاجئين والقرى المحيطة بها. في نابلس نشأ مؤخرا تنظيم جديد باسم “عرين الأسود”، وهو يشمل في صفوفه مئات الشباب من تنظيمات فلسطينية مختلفة، الذين يشاركون في إطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي.
 
في إسرائيل يقلقون بشكل خاص مما يحدث في نابلس، إحدى المدن الرئيسية في الضفة، التي توجد قربها مستوطنات كثيرة. تدهور آخر في الوضع في المدينة وضعف مستمر في سيطرة السلطة هناك يمكن أن ينعكس على الوضع الأمني في كل الضفة واجبار الجيش على العمل بشكل اوسع.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان أدسنس أول الموضوع

إعلان أدسنس أخر الموضوع