"السلطة الفلسطينية تنجح في تفادي عملية عسكرية مُحتملة"
يارا المصري
نجحت السلطة الفلسطينية باعتقال مصعب أشتية ، في منع دخول واسع للجيش الإسرائيلي إلى نابلس ، الأمر الذي كان من شأنه إلحاق المزيد من الضرر بالحياة اليومية في المدينة.
قررت السلطة الفلسطينية عدم السماح للوضع في جنين بالانتشار إلى مناطق أكثر وأرادت إبقاء نابلس هادئة قدر الإمكان ، وإبقاء جيش الاحتلال خارج المنطقة.
وبعد شهور على مطاردته وإخفاق قوات الاحتلال الإسرائيلي في اغتياله، تمكنت الأجهزة الأمنية الفلسطينية من اعتقال مصعب اشتية الناشط في حركة حماس وأحد أبرز المطاردين في مدينة نابلس وشمال الضفة الغربية.
وفي حين قالت العائلة إن ابنها تعرّض "لكمين" من أمن السلطة و"تم الاعتداء عليه خلال اعتقاله"؛ صرّحت المؤسسة الأمنية الفلسطينية على لسان الناطق باسمها طلال دويكات أن "قرار التحفظ على المواطنَين مصعب اشتية وعميد طبيلة جاء لأسباب ودواعٍ موجودة لدى المؤسسة الأمنية، سيتم الإفصاح عنها لاحقا".
وشدد الناطق، في بيان صحفي، على أن "المذكورين لم ولن يتعرضا لأي مساس بهما وسُمح لمؤسسات حقوق الإنسان بزيارتهما فورا".
وبشكل علني، بدأت مطاردة الاحتلال لاشتية قبل نحو 6 أشهر مع تصاعد نشاط المقاومين المسلحين في مدينة نابلس. وتعززت ملاحقته بعد اغتيال رفيقيه الشهيدين محمد العزيزي وعبد الرحمن صبح أواخر يوليو/تموز الماضي.
وفي هذه الأثناء، وجهت إسرائيل اتهامات للسلطة الفلسطينية بالتقصير وعدم القيام بدورها في اعتقال المطلوبين. بينما ردت السلطة بأن ممارسات الاحتلال وتصعيده على الأرض هو ما يضعف عملها.
وجاء اعتقال مصعب اشتية الناشط في حماس والذي قضى عدة سنوات في سجون الاحتلال سابقا، بعد أيام من اجتماع أمني بين أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ ورئيس جهاز المخابرات الفلسطيني ماجد فرج مع مسؤولين في جهاز المخابرات الإسرائيلية، كما أعلنت وسائل إعلام عبرية.
ووفق هذه المصادر، فقد مارس الإسرائيليون ضغوطا على المسؤولين الفلسطينيين لإعادة نشاط الأجهزة الأمنية الفلسطينية. وخاصة في مناطق شمال الضفة الغربية.
ويربط محللون ومتابعون للحدث الفلسطيني بين الضغوط الأخيرة على السلطة وبين تصعيدها ملاحقة نشطاء المقاومة المسلحة في الضفة.
وترى الكاتبة السياسية لمى خاطر أن اعتقال اشتية "رسالة طمأنة" تبعثها السلطة للاحتلال، لتؤكد قدرتها على السيطرة في الضفة الغربية ولكي تنفي بذلك اتهاماته لها بالضعف مقابل تنامي المقاومة المسلحة، وأنها بذلك تفادت مخاطر عمليات عسكرية قد ينفذها الاحتلال في المدينة.
وتعتقد خاطر أن اعتقال المطارد اشتية قد يكون مقدمة لاستهداف بقية رفاقه وصولا إلى إنهاء حالة خلايا المقاومة المسلحة في نابلس وجنين أيضا التي اعتقل الأمن الفلسطيني فيها نشطاء يتهمهم بالمقاومة أيضا.